- سورة يوسف
أقول: وجه وضعها بعد سورة هود زيادة على الأوجه الستة السابقة: أن قوله في مطلعها: «نحنُ نَقُصُ عَليكَ أَحسنَ القِصص» مناسبة لقوله في مقطع تلك: «وكلا نقُصُ عليكَ من أَنباءِ الرسل ما نُثبت به فؤادك» وأيضاً فلما وقع في سورة هود «فبشرناها بإِسحاق ومِن وراءِ إِسحاق يعقوب» وقوله: «رحمة اللَهِ وبَركاتهِ عليكُم أَهل البيت» ذكر هنا حال يعقوب مع أولاده وحال ولده الذي هو من أهل البيت مع إخوته فكان كالشرح لإجمال ذلك وكذلك قال هنا: «ويتمَ نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أَتمها على أَبويك مِن قبل إِبراهيم وإسحاق» فكان ذلك كالمقترن بقوله في هود: «رحمة اللَهِ وبَركاتهِ عليكُم أَهل البيت» وقد روينا عن ابن عباس وجابر بن زيد في ترتيب النزول: أن يونس نزلت ثم هود ثم يوسف وهذا وجه آخر من وجوه المناسبة في ترتيب هذه السور الثلاث لترتيبها في النزول هكذا
أسرار ترتيب القرآن الكريم
للإمام جلال الدين السيوطي


رد مع اقتباس




المفضلات