ما مضى فات

[احمد الزيود]

مـا مضـى فــات

　

------------

　

　

　

تذكٌـرُ المـاضي والتفاعلُ معه واستحضارُه,والحزنُ لماَسيه حمقٌ وجنونٌ, وقتلٌ لـلإرادةِ وتبديدٌ للحياةِ الحاضرةِ. إن ملفٌ الماضي عندَ العقلاء يُطوَى ولا يُروَى,يُغلقُ

عليهِ أبـداً في زنـزانةِ النسيـانِ, يُقيـدُ بحبـالٍ قــويه فـي سجنِ الأهمـالِ, فـلا يخـرجُ أبـداً, ويُوصَدُ عليـه فـلا يـرى النـورَ , لأنه مضـى وانتـهى, لا الـحزنُ يعـيدُهَ , ولا

الهـمٌ يصـلحـهُ , ولا الغـم يصححُهُ, لا الـكدرُ يحـييهِ لأنُه عـدم, لاتعـش في كـابوس الـماضي, وتحت مظلةِ الـفائتِ, أنقذ نفـسَكَ من شبـحِ المـاضي, أتريدُ أن تَـرُد

النهـرَ الى مَصِبِهِ, والشمسَ الى مطلعهِا, والطفلَ إلى بطن أمِهِ, واللبَن إلى الثدي, والدمعةَ إلى العينِ.

إن تفـاعلكَ مع المـاضي, وقلقَكَ منهُ واحتراقَكَ بنارِهِ, وانطراحَكَ على أعتابهِ, وضٌع مأساويٌ رهيـبٌ مخـيفٌ مـفزعٌ.

القراءةُ في دفترِ الماضي ضيـاعٌ للحاضرِ , وتـمزيقٌ للجـهدِ , ونَـسفٌ للـساعةِ الراهنـةِ.

ذكـرَ اللـهُ الأمَم ومـا فَعَلت, ثم قال: (تِلكَ أُمةٌ قَد خَلَت) انتهى الأمرُ وقُضِىَ , ولا طائلَ من تشريحِ جثة الزمانِ, وإعادةِ عجلةِ التاريخِ.

إن الذي يعودُ للماضي , كالذي يطحنُ الطحينَ وهو مطحونٌ أصلاً , وكالذي ينشرُ نشارةُ الخشبِ.

وقديماً قالوا لمن يبكي على الماضي : لاتخرجِ الأمواتَ من قبورهم, وقد ذكرَ من يتحدثُ على ألسنةِ البهائمِ أنهم قالوا للحمارِ : لَم لا تجترُ ؟

قال: أكرهُ الكذِبَ .

إن بلاءَنـا أننا نَعجَـزُ عن حاضِرِنا ونشتغلُ بماضينا, نهملُ قصورَنا الجميلةَ , ونندبُ الأطلالَ الباليـةَ , ولئنِ أجتمعـتِ الإنسُ والجـنُ على إعادةِ مـا مضى لمـا

استطاعوا , لأن هذا هـو المحـالُ بـعينه.

إن النـاسَ لا ينـظرونَ إلى الـوراءِ ولا يلتفتـونَ إلـى الخلـفِ , لأن الـرِيحَ تتـجهُ إلـى الأمامِ , والـماءُ ينـحدرُ إلى الأمامِ , والقـافلةُ تسيـرُ إلـى الأمامِ , فـلا تخـالف

سُنةَ الحــياة .

　

　

　

[محمد الدراوشه]

هو المفروض الماضي نقطة انطلاق للمستقبل
لنو اللي مالو ماضي ماالو حاضر
وماضينا زاخر بالابداع والعادات والتقاليد وكل شيء جميل لكن للاسف الناس لم تنطلق منه
الى المستقبل بل دخلت الى مستقبل مليئ بالألم والحسره والفراغ والضياع

الا ليت الشباب يعود يوما
هذه المقوله تدل على ان الماضي يبقى افضل من الحاضر والمستقبل
وكل يوم جديد يقتنص منا حلاوة الماضي ويسير بنا نحو مجهول نتمنى ان يكون افضل
ومامضى لاينتهي ابدا اسأل جدك وختيارية الحاره تتمنى الم الماضي على عسل المستقبل
هذا اذا كان هناك عسل في هذا المستقبل
اعذرني هي خربشه وراي لربما يراها البعض حمق وجنون لكني اراها بفكر اخر
وبقولوا الزيت بالعتاقي يمكن مايفهم هاي المقوله الا الاستاذ الفاضل
سمير ابوزيد


جهود موفقه باءذن الله
لك وافر التحيه والاحترام على الجهود الرائعه والمتواصله

[منــــــــــآآآل]

السلام عليكم ورحمه الله
موضوع متفائل ورائع
احيانا نتمنى انه ننسى الماضي وبالاحداث الي مررنا فيها
طبعا الحزينه والسيئه ..
لكن صدقا اللحظات الجميله صعب ان ننساهاا او نتناساهاا
ويقولون (( من لا ماضي له لا حاضر له ))
اشكرك على طرحك المتفائل والرائع اخي
ويعطيك العافيه

[اردنيه اربداويه]

يسلموو اخي احمد موضوع رائع بارك الله فيك

[سمير محمود ابوزيد]

أكرمك الله اخي محمد الدراوشه

مشكور اخي احمد الزيود على هذا الموضوع

ولنأخذ قصة حقيقية لواقع كنا نعيشه في اردننا الجميل في منتصف الستينيات من القرن الماضي الى بداية سبعينياته

كان والدي رحمه الله يشتري لنا في كل عام قمح بلدي ... شوالين ابو خط أحمر .. يعني 100 كغم أو اكثر

وكان يحضرهم الى البيت سائق عربة يجرها .. أجلكم الله بغل ... نلعب على العربة فيما صاحبها ووالدي يدخلون

شوالات القمح الى البيت مع كاسة شاي ساخنه .. وكان لعبنا على العربة توازي لعب اطفالنا على الابتوب اخر

طبعه بهذه الايام .. وكنا والجيران جميعاً .. النساء والاطفال .. وبحلقة واحدة .. نزيل كل ما هو غير القمح منها .

ومن ثم نرسله بشوالات اصغر الى البابور .. ماكنة طحن القمح تعمل على الماء او ماتور كهربائي نوعية قوية قديمة

ونأخذ رقم دور كما معاصر الزيتون بهذه الايام ... واثناء الطحن يخرج طحين قمح .. يسمى الخبز به .. خبز أسمر

أو خبز قمح .. والطحين الخارج يكون ساخناً لدرجة اننا كنا نتناوله كما نتناول السكر الناعم .

ولننظر الى الماضي وعلى الرغم من الطفر الحقيقي بتلك الايام الا اننا كنا نشتري قمح أرض بلادي ونأكل طحينه

خبزاً اسمر تضحك له النساء العابسات كلهم .. وصدقني جميع من اشترك بعملية التنظيف للقمح يأكل من اول خبزه

رغيف ساخن مع زيت الزيتون أو رصيع الزيتون الاخضر .. والكل يقول .. الحمد لله على هذه النعمة .

اليوم لدينا قصور واموال ومخابز ... الا انه يبقى في قلوبنا ذاك الطيب والمحبة والتعاون وخوف الجار على

الجار وصيانة عرضه وماله واولاده بغيابه .. وثقة بكرم الله بخيرات بلادنا لا حدود لها .. وتنبخرت من قلوبنا مع

الحجارة الصماء التي تحجبني عن واقعي طيبة القلب الشاكرة الحامدة لله على جميل كرمه ولطف عنايته .

ارجعتني مئات السنين الى الوراء اخي محمد الدراوشه ، بارك الله بك

مشكور اخي احمد الزيود ولك من القلب محبة واحترام وتقدير

[ورق بلا اسطر]

لا أدري
المقصود بذلك الماضي الماضي المتعلق بحضارة ام الماضي المتعلق بفرد
ان كان على المستوى العام فمن لا ماضي له لا حاضر له
وان كان على مستوى خاص
فلنا تركه خلفنا وعدم نبش قبره اذا كان يسبب لنا الاحباط او يجعلنا مقيدين بحدوده
ربما هي دعوة لترك الوقوف على اطلال ازدهارنا
والتقاعس عن البناء في حاضرنا
نحن نفخر بماضينا ويحق لنا لكن علينا ان نحاول العودة لمكانتنا سابقا بالافادة منه بما يتناسب وعصرنا
جزيل الشكر لك