ما هي شجرة الزقوم
ما هي شجرة الزقوم
توعّد الله سبحانه و تعالى عباده الضّالين و الكافرين بالعذاب الأليم في الآخرة ، فرحلة الكافر و المشرك في العذاب مستمرةٌ ، تبدأ من لحظة خروج روحه و انتقاله إلى القبر و حياة البرزخ ، بل و إنّ العذاب يبدأ قبل ذلك فقد يصيب الله به المتجبّرين في الدّنيا قبل الآخرة كمن خسف الله بهم الأرض و من عذّبهم بصنوف العذاب المهين من الأقوام السّابقة الذين كفروا برسالات الله ، و أحياناً يصيب من يعصي الله العذاب المؤقّت المحدود لعلّه يرجع عن عمله و عصيانه فيتوب إلى الله و ينيب ، قال تعالى ( و لنذيقنّهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلّهم يرجعون )

و قد صحّ عن النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم أنّه تعوّذ من عذاب القبر و أنّ للقبر ضمةٌ و مطارق من حديدٍ لضرب الكافرين الضّالين في قبورهم ، و ما أعدّه الله من العذاب في الآخرة أشدّ و أنكى ، قال تعالى ( و لعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون ) ، و كما جعل الله الجنّة درجاتٍ للمؤمنين أعلاها منزلةً الفردوس الأعلى فقد جعل الله عذاب النّار درجاتٍ فأشدّها عذاب فرعون و زمرته و من كان في مثله بالوزر ، و أخفّ أهل النّار عذاباً كما صحّ عن النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم أبو طالب إذ تنفعه شفاعة النّبيّ له فهو من نصره و آزره حين حاربه قومه و لكنّه رفض الإيمان برسالة التّوحيد فكان عذابه أن ينتعل نعلين يغلي منهما دماغه ، فقد أخرجه النّبي بشفاعته من غمرات النّار إلى ضحضاح من النّار ، و قد ثبت أنّ المنافقين في الدّرك الأسفل من النّار – و العياذ بالله - .
و شجرة الزّقوم هي شكلٌ من أشكال العذاب الذي أعدّه الله لعباده الكافرين و الضّالين ، فهي شجرةٌ تخرج في أصل الجحيم ، و قد وصفها سبحانه بأنّ طلعها كرؤوس الشّياطين ، و قد جعلها الله فتنةً للضّالين الذين قالوا بعد سماع حديث القرآن عنها و تساءلوا كيف يكون في النّار شجرةً و النّار تحرق الشّجر، فكان هذا الامر فتنةً لهم و اختبارا ، فالله قادرٌ على كل شيء ، و قد تكون مادّة الشّجرة ممّا لا تعرفه و تدركه عقولنا و لا تشابه شجر الدّنيا ، و وصفت شجرة الزّقوم بأنّها طعام الأثيم كالمهل أي الزّيت شديد السّخونة تغلي منه بطون الكافرين ، أعاذنا الله من النّار و عذابها
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك
اللهم اني اسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
ولا حول ولا قوه الا بالله الواحد الاحد الفرد الصمد
اللهم صلي على حبيبنا وخاتم الانبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
المفضلات